الملك توت عنخ آمون: البحث في المحفوظات الأرشيفية

الملك توت عنخ آمون: البحث في المحفوظات الأرشيفية

 يتكون العرض من ٩ نقاط رئيسي

قم بجولة حول المعرض مع القيمين على المعرض ، البروفيسور ريتشارد بروس باركنسون والدكتورة دانييلا روزينو. تعرف على الأشخاص المشاركين في عملية التنقيب واستمع كممثلين يجلبون الأحداث الماضية إلى الحياة

نرحب باستخدام جهازك مع سماعات الرأس أو بدونها في المعرض.

للتنقل إلى المسار الصوتي ، امسح رموز في المعرض أو قم بالتمرير إلى المحطة ذات الصلة في الصفحة. يتم تمييز نقاط التوقف بأيقونة سماعات الرأس

نصوص كل محطة متاحة.

 

النقطة ١

https://w.soundcloud.com/player/?url=https%3A//api.soundcloud.com/tracks/1249411894&color=%233f697c&auto_play=false&hide_related=true&show_comments=false&show_user=true&show_reposts=false&show_teaser=false
 

 

'رائع'

https://w.soundcloud.com/player/?url=https%3A//api.soundcloud.com/tracks/1249411915&color=%233f697c&auto_play=false&hide_related=true&show_comments=false&show_user=true&show_reposts=false&show_teaser=false
 
 
 

الفريق

 
 

التصوير

 
 
 
 

بعد الحفريات

 >
 
 >
 

أسطورة اللعنة

 
 
 

شهره اعلاميه

 
 

بيع الملك توت

 
 

Arabic translation by Hebatallah Ibrahim

 

Audio transcripts

في عام ١٩٢٢، وبعد استقلال مصر بفترة وجيزة، اكتشف الفريق البحثي الإنجليزي بقيادة الأثري "هاورد كارتر"، وبتمويل من الثري "اللورد كارنرڤون"، المقبرة الملكية شبه الكاملة التي تقع بوادي الملوك – مقبرة الفرعون الصغير توت عنخ آمون التي ترجع إلى عام ١٣٢٠ قبل الميلا د. هذا الدليل الصوتي سيصحبكم أثناء الجولة بداخل أروقة المعرض برفقة أمناء المعرض، الأستاذ الدكتور ريتشارد باركينسون، والدكتورة دانيلا روزناو. وفي هذه الجزء من "معرض البحث في المحفوظات الأرشيفية لمعهد جريفيث" بأكسفورد، سوف نعرض الوثائق الأصلية لأحد أهم الاكتشافات الأثرية. عند إنتهاء سماع الشرح المتحفي لكل جزء من المعرض، ما عليك سوى الضغط على " الملف الصوتي التالي" للاستماع إلى تلك الأصوات القادمة من الماضي.

[١.٢] بمجرد اكتشاف هاورد كارتر مدخل مقبرة توت عنخ آمون في الرابع من نوفمبر عام ١٩٢٢، قام بإبلاغ اللورد كارنرڤون بإنجلترا، الذي أتي من فوره عبر قارة أوروبا إلى مصر. بعد رحلة شاقة استمرت لما يقرب من ثلاثة أسابيع، وصل اللورد كارنرڤون إلي الأقصر، وتم التحضير لمعاينة المقبرة من الداخل لأول مرة. وفي الـثامن والعشرين من شهر نوفمبر، بعد يومين من رؤية المقبرة، كتب كارنرڤون للأثري الإنجليزي المعروف آلن جاردنر معبراً عما رآه بلهجة سريعة مرتبكة، فقد كان الجميع مازال تحت تأثير حجم الاكتشاف وما سوف يترتب عليه. وبدا الخطاب سرياً نوعاً ما – حيث أشار إلى دخولهم بشكل غير رسمي لغرفة الدفن المغلقة، ذلك الذي أنكره كارتر لاحقاً ...

بالأمس قمت بالكتابة لزوجتي، وطلبت منها إعطائك هذه الرسالة.

إن ذلك الاكتشاف الأثري استثنائي، ويعد بمثابة خبيئة أثرية تعرضت لمحاولة النهب، إلا أن القدماء لم يتمكنوا من تدميرها بعد السرقة، حيث قام المشرفون بإعادة إغلاقها. باختصار، إنها تضم أسرّة وصناديق توت عنخ آمون وكل ما يمكن تصوره، هناك صندوق يحوي عدد من أوراق البردي – إلا أن عرش الملك المرصع هو من أروع ما يمكن أن يقع عليه بصرك – وعدد ٢ من التماثيل للملك بالحجم الطبيعي مطلية باللون الأسود– الى جانب بعض الرموز الدينية غير المعروفة حتى يومنا هذا. ملابس الملك بالغة الجمال، بالرغم من حالتها المتهالكة. جميع المقتنيات في حالة سيئة نتيجة فتح المقبرة والعبث بمحتوياتها في العصور القديمة (أظن انني سوف أنفق ٢٠٠٠ جنيه استرليني على الصيانة والتغليف). هناك أجمل تماثيل الأوشابتي المصنوعة من الخشب للملك، لوحة خشبية، رأس خشبية كذلك، عدد لانهائي من العصي، إلى آخره. بعضها يحتوي على زخارف رائعة. عدد ٤ عربات حربية ومزهريات ألباسترمبهرة من أجمل ما يمكن تصوره، ٣ أسرّة كبيرة فائقة الروعة ومزخرفة بأشكال الحيوانات. فضلاً عن وجود غرفة أخري  مكدسة بالمقتنيات، إلا أنه يصعب رؤية ما بداخلها – بعض الصناديق مدهشة ،عدد من الكراسي، مقعد من الأبنوس و العاج.

هناك غرفة مغلقة بقوالب الطوب لم تفتح بعد. ربما يوجد بداخلها المومياء ... يوجد ما يكفي لمليء بهو الآثار المصرية بأكمله بالدور العلوي بالمتحف البريطاني.

أعتقد أن هذا أعظم اكتشاف تم حتى الآن. غداً سيكون الافتتاح الرسمي للمقبرة و قبل أن أرحل سوف نسترق النظرإلى ما بداخل الغرفة ذات الجدران.

بشكل أو بآخر أظن أنه يمثل طراز العمارنة كاملاً، فقد صور الملك والملكة مع قرص الشمس.

أتمنى العودة سريعاً. كارتر لديه الكثير من العمل لأسابيع قادمة. و للحراسة لدي ما بين ٢٠ إلى٣٠ من جنود الشرطة و الخفراء.

المخلص ك.

[١.٣] يعتبر مشهد رؤية المقبرة للمرة الأولي من أشهر اللحظات في علم الآثار. فقد كان كارتر مدركاً لحجم الإثارة في تلك اللحظة ومدي تأثيرها على الزائرين، وكانت له العديد من الكتابات عنها، وردت أحداها في يوميات التنقيب الخاصة به بعد ذلك اليوم نفسه في عام ١٩٢٢. وقد تمت صياغتها بأسلوب واقعي ومؤثر. إلا أنه نشر لاحقاً في عام ١٩٢٣ بالجزء الأول من كتابه عن المقبرة، بمساعدة أدبية من الروائي بيرسي وايت. وفي ذلك الكتاب، أعاد كتابة القصة لمزيد من التأثير. كما كتب عن تواجد أعضاء الفريق المصري (رؤساء العمال). و إليكم نسختين مختلفتين عن وصف نفس اللحظة، الأولى من مذكراته والثانية من الكتاب:

 [ونظرت إلى الداخل على ضوء الشمعة، بينما انتظر اللورد كــ [ارنرڤون]، والسيدة إ [يڤيلين]، و [آرثر] كالندر مع [رؤساء العمال] في ترقب مقلق.

في البداية كانت الرؤية غير ممكنة، حيث كان الهواء يحرك لهب الشمعة، ولكن بمجرد أن تعتاد عين المرء على بصيص الضوء، بدأت معالم الغرفة بالوضوح تدريجياً، بمزيجها الغريب والمذهل من المحتويات الاستثنائية والجميلة مكدسة فوق بعضها البعض. وكان من الطبيعي أن يشعر الحاضرون الذين لم يتمكنوا من الرؤية حينها بالتشويق لفترة قصيرة، خاصةً عندما سألني اللورد كارنرڤون 'هل يمكنك رؤية أي شيء [؟]'. أجبته ['] أجل، إنها رائعة [']. بعد ذلك، قمت بتوسيع الفجوة بحرص حتى تتسع لنا معاً. وباستخدام مصباح يدوي بالإضافة إلى شمعة، نظرنا إلي الداخل.

فوجدت ظلاماً حالكاً وفراغاً كبيراً بطول المسافة التي أمكن أن يصل إليها المجس الحديدي الذي أدخلته من الثقب مما أوضح أن المكان كان خالياً، ولم يكن ممتلئًا مثل الممر الذي قمنا باخلائه للتو. وعندئذٍ قمنا كاجراء احتياطي باختبار الهواء الخارج من الثقب بلهب شمعة لاحتمال وجود غازات ضارة خلف الباب، ثم قمت بتوسيع الثقب قليلاً وأدخلت الشمعة وألقيت نظره على داخل الحجرة، وكان كلاً من اللورد كارنرڤون، الليدي إيڤلين وكالندر يقفون بجانبي متشوقين لمعرفة ما أراه. في البداية لم أتمكن من رؤية أي شيء من شدة الظلام، فالهواء الساخن المتسرب من الغرفة يهز لهب الشمعة، إلا أنه مع الوقت، اعتادت عيناي على الضوء الخافت، و بدأت تفاصيل الغرفة بالداخل تظهر ببطء وسط الغمامة الخفيفة التي تغشى المكان، فرأيت حيوانات غريبة، وتماثيل، والذهب – بريق الذهب في كل مكان. وللحظة – بدت للآخرين المنتظرين بالخارج دهراً – أصابني الذهول من هول ما رأيت، وعندما لم يتمكن اللورد كارنرڤون من تحمل الانتظار أكثر، سأل بصبر نافذ، 'هل يمكنك رؤية أي شيء؟' لم أتمكن من قول أي شيء سوي 'نعم، أشياء رائعة.' ثم قمت بتوسيع الفجوة أكثر قليلاً، حتى نتمكن من الرؤية سوياً، وأدخلنا من خلالها مصباحاً كهربياً.

[١.٤] كان آرثر ميـس، مساعد أمين متحف المتروبوليتان للفنون بنيويورك، يعمل مع كارتر في المقبرة بين عامي ١٩٢٢ و١٩٢٤.  وكان واحداً من المقربين منه، كما شارك في كتابة الجزء الأول من كتاب كارتر عن أعمال التنقيب.

في ظهيرة يوم ١٦ فبراير ١٩٢٣، قام ميـس وكارتر بفتح الجدار المؤدي إلى غرفة الدفن أمام عدد عشرين ضيفاً، من بينهم شخصيات مصرية ومسؤولين في هيئة الآثار، منهم السيد رئيس الهيئة بيير لاكاو، وعدد من أعضاء فريق التنقيب، مثل ألفريد لوكاس. كانت المقبرة "كما لو كانت مهيأة لمشهد مسرحي" وكان الضيوف الرسميون يراقبون وينتظرون بشغف. وبعد بضعة أسابيع، كتب ميـس تقريراً أثناء وجوده في أسوان (حيث كان يقضي عطلته) عما حدث خلال هذا اليوم الهام.

مارس ٣، ١٩٢٣.

مضي وقت طـويل على يوم الافتتاح، إلا أنه قد يكون من الأفضل تدوين انطباعاتي على الورق للاحتفاظ بها كسجل.....

عندما بلغت الحفرة اتساعاً كافياً، ألقى كارتر نظرة فاحصة ووجد أنه يمكننا المرور حول الجانب الأيمن من المقصورة. كما أشار الى أن الباب الخارجي لها مفتوح، لكن كان هناك باباً آخر أصغر مغلق بالداخل وبالتالي فأن هناك غرفة أخرى يمكن فتحها إلى اليمين. ثم تركنا المصباح الكهربي الكبير لكارنرڤون ولاكاو ليتمكنوا من الدخول والرؤية. بعد ذلك دخلت السيدة إيڤلين – المرأة الوحيدة الموجودة معنا، والسير ويليام جارستين، وبعدهم دخل الحاضرون أزواجا على التتابع. وكان من الشيق رؤيتهم وهم جميعاً بلا استثناء يخرجون في حالة من الذهول. عندما جاء دوري للدخول ذهبت مع لوكاس. كان اتساع المكان يسمح لنا بالكاد بالعبور حول ركن الغرفة والسير على الجانب ... وكانت الساعة الثانية والربع عند نزولنا إلى المقبرة وتخطت الخامسة عندما خرجنا، وأعتقد أننا كنا جميعاً في حالة ذهول تام نعجز معها عن إدراك ما رأيناه للتو. والآن تم اغلاق المقبرة واعادة ردمها بالكامل تحت الأرض حتى موسم العمل المقبل.

عاد كارتر لتناول العشاء معنا تلك الليلة، وكنا جميعاً فى حالة من ذهاب العقل. كانت الإثارة أكثر مما نحتمل، وأنا واثق أن من يرانا ذلك اليوم سيعتقد إننا أفرطنا في احتساء المشروبات الكحولية.

تجربة لا تُنسى ومن المستحيل تسجيلها على الورق.

[١.٥] رافقت ميني بورتون زوجها هاري بورتون، مصور فريق العمل إلى مصر. وقد كانت مذكراتها اليومية خلال مواسم الحفائر تعتبر سجلاً للحياة اليومية في البر الغربي بالأقصر. فقد دونت فيه عدداً كبيراً من الزوار المهمين الذين جاؤوا لمشاهدة المقبرة المشهورة عالمياً، ومن ضمنهم إليزابيث باڤاريا ملكة البلجيك (راعية الفنون الشهيرة) وابنها الأمير ليوبولد. وتُقدم المقتطفات الثلاث الآتية، من عام ١٩٢٢ إلى عام ١٩٢٤، انطباعها الشخصي عن بعض الأمور مثل الحالة المزاجية لكارتر والصعوبات المتزايدة بينه وبين الحكومة المصرية بشأن السيطرة على الاكتشاف. وفي أثناء جميع تلك الأحداث السياسية، سجلت ميني بورتون بعناية الزوار الذين أتوا لتناول الشاي ...

قمت بطلاء الأثاث الخاص بي في فترة الصباح وبعد الظهيرة. ثم أرسل السيد/كارتر حماره لي لأتمكن من الذهاب وزيارة " الـ " مقبرة، مقبرة توت عنخ آمون. رائعــة. كان السيد/كالندر هناك ثم تبعه الدكتور بريستد وحرمه وابنتهما الصغيرة. وقد تجولوا أعلي التل في كلا الاتجاهين. عاد السيد/ هاوسر و هوول من أسوان. السيدة و. & فـ. أتوا لعائلة ديڤيز لاحتساء الشاي.

قابلت الكونتيسة بالرمسيوم وانطلقت معها إلي الوادي. صحبتها إلي مقبرة سيتي الثاني ، ثم قام السيد/ كارتر بمرافقتها إلي المقبرة. كانت عائلة ويجينز هناك، السيد/ ميرتون إلى آخره. الذي دار بينه وبين السيد/ كارتر نقاش حاد وكان وقحاً. وعدت بعد ذلك برفقة الكـ[ونتيسة]. أشعر بالحر الشديد والغبار. لقد عدت في الوقت المناسب لتغيير ملابسي وتناول طعام الغداء. كما تناول هنا الغداء كل من ملكة البلجيك، والأمير ليوبولد، والكونتيسة كارامان-تشيماي، والدكتور كابارت و العقيد واتسون. بعد ذلك قامت الملكة والكونتيسة كارامان-تشيماي بالإستلاقاء للراحة لمدة ساعة، ثم توجهوا جميعاً للوادي. تناول كل من السيد/ هاوسر، وهوول، وويلكينسون، وبول و فرانسيس الغداء بالشرفة، ثم دخلوا بعد ذلك ليتم التعارف. السيد والسيدة/ فيليبس – ستوكس احتسوا الشاي. إنه ليوم شديد الحرارة. بعد احتسائي الشاي مع هـ[اري] توجهنا للمقبرة، حيث التقط صورة ضوئية.

اليوم، كنا نود الذهاب جميعاً في الساعة الثالثة لنري التابوت المفتوح. إلا أن السيد/ كارتر أرسل لنا رسالة مفادها أن الحكومة المصرية قد أرسلت برقية بعدم السماح لزوجات أفراد فريق العمل بالدخول. السيد/ كارتر معنا على الإفطار. هو و السيد/ ميـس والسيد/ ليثجوي إلى الأقصر. الجميع كانوا غاضبين من هذه الإهانة الأخيرة من الحكومة. أغلق السيد/ كارتر المقبرة. السيدة أرمسترونج و الآنسة ستيلمان عندنا لاحتساء الشاي. بعد الشاي غادر كلاً من عائلة ليثجوي وهاركنيسز إلى القارب. وعدنا أنا وهاري إلى عملنا. إنه ليوم حار،  وفي المساء هبت رياح شديدة.

[١.٦] عندما توفي كارتر عام ١٩٣٩ في لندن، ترك جميع وثائق الحفائر لابنة شقيقته المقربة اليه، فيليس ووكر، التي كانت قلقة علي سلامة هذه السجلات خلال الحرب العالمية الثانية، مما كان دافعاً لها لاتخاذ قرار نقل معظمها إلى أكسفورد، حيث قامت بإيداع جميع الوثائق في معهد جريفيث وتنازلت عن كافة حقوق الطبع والنشر، ذلك المعهد الذي كان حينها حديث التأسيس، كمركز لعلم المصريات بالجامعة، والذي كان آنذاك جزءاً من متحف الأشموليان.  وقد كانت فيليـس حريصة كل الحرص علي تسجيل تلك المحفوظات تكريماً لذكري اسم ’خالها هاورد‘، وتمت جميع الإجراءات تحت إشراف عالم المصريات المعروف آلن جاردنر.

عزيزي د. جاردنر.

أعتقد أنك علمت من البروفيسور نيوبري أنني متحمسة جداً لأن سجلات توت عنخ آمون، التي قام بتجميعها خالي، الراحل هاورد كارتر، ستقدم لمتحف الأشموليان كذكري له ولعمله. إنني في غاية الامتنان لكرم المتحف بتخصيص قاعة للوثائق خلال هذه السنوات الأخيرة الصعبة، مما كفاني عناء القلق الشديد علي سلامة هذه السجلات والحفاظ عليها. شرطي الوحيد في هذا الأمر أن يكون اسم خالي هو المتصدر دائما – وبالطبع لا داعي لذكر اسمي على الإطلاق.

أخبرني البروفيسور نيوبري أنه متأكد من أنك لن تمانع في كتابتي إليك لأطلب منك النصيحة والمساعدة في هذا الموضوع، الأمر الذي سأكون ممتنة له للغاية؛ وأرجو ألا أكون قد أثقلت عليك في طلبي هذا، وأضفت المزيد من الجهد على كاهلك، خاصةً خلال هذه الأيام، حيث أننا جميعاً مثقلون بالأعباء. أنا متحمسة جداً أن يتم العرض في أقرب وقت ممكن ، فإن هذا [الأمر] يشغل تفكيري منذ فترة.

إذا قوبل عرضي للمتحف بالموافقة ، أود أن تتكرم بإبلاغي بما يستجد من إجراءات لازمة  في الوقت الذي يناسبك.

مع خالص شكري المتجدد لأي مساعدة في الإمكان تقديمها لي،

المخلصة دائماً،

فيليـس ووكر

سوف أستمر ماحييت في الحفاظ الشديد على أعمال خالي – وبالرغم من أن الغضب ليس من طبعي ، إلا إنني لا أستطيع نسيان تعليق مسؤول ذلك المتحف المعروف (لن أذكر اسمه)، إنه "من الموسف أن تقع متعلقات كارتر تحت أيدي مجرد كاتب صغير."!

[١.٧] كان الأثري الثري آلن جاردنر أحد أولئك الذين سمعوا عن اكتشاف المقبرة من اللورد كارنرڤون. حيث كان آنذاك بالقاهرة يزور اللورد قبيل وفاته عام ١٩٢٣، وقام بزيارته هو وابنته اليائسة، الليدي إيفلين، في فندقهما. ويستدل من خلال خطابين من جاردنر لزوجته هيدي على مدي التوتر الشديد ومشاعر الأمل والصدمة في الأيام الأخيرة لكارنرڤون الذي وافته المنية في وقت مبكر من صباح يوم الخامس من أبريل.

عزيزتي هيدي،

وددت الكتابة لك، لكني منعتني أسباب عديدة. أولها، وقبل أي شيء، مرض اللورد كارنرڤون. فقد رأيته يوم الثلاثاء لخمس دقائق، ويوم الأربعاء تدهورت حالته. وكنت برفقة إيڤلين منذ قليل، حيث كان يوماً عصيباً عند تدهور حالته قبيل الساعة السادسة من مساء اليوم. كم كنت تعيساً جداً لكل ما يحدث في يوم عيد ميلادي. لماذا أنا شغوف به بهذا القدر؟ وتلك الفتاة البائسة كادت أن تحطم قلبي من قوة تفانيها لوالدها. فهي جالسة، ليلاً ونهاراً، مرهقة وقلقة، مستعدة لتهرع له في أي وقت. وفي صراع نفسي عنيف وقلق. الكارثة سوف تقع في أي لحظة من الآن. لكن إن استطاع أن ينجو من هذه الكبوة، فسوف يتعافى تماماً. بشكل أو بآخر، أشعر بالتفاؤل. فقد أراد أن يراني الليلة الماضية، لكنهم لم يسمحوا لي. وأنا أيضاً أريده أن يتجاوزهذه الأزمة.

عزيزتي، أعرف أن رسالتي هذه حزينة، لكنني محبط للغاية وقلق جداً على كارنرڤون العجوز. وأعيش هذه الايام في توتر بسبب مرضه.

خالص حبي لكِ

آلن

عزيزتي

شكراً جزيلا لدعمك لي. لقد كان وقتاً عصيباً، و كنت أشعر باليأس الشديد  إلا أنني أحاول التخلص منه .

لا أستطيع الكتابة لك هذه الليلة، أرسل فقط تلك السطور لأعبر عن مدي حبي لك.

المخلص آلن

 [١.٨] كتب كارتر ليحكي عن "حادثة حقيقية مرتبطة باكتشاف قبر توت عنخ آمون" تتعلق بطائر الكناري الذي يملكه، والذي اثارت وفاته خرافات ومزاعم حول المقبرة. على الرغم من ادعائه أن قصته تكشف زيف مثل هذه الخرافات، وتسخر من معتقدات الأعضاء المصريين في فريقه، الا أن طريقته الدرامية في رواية الحادثة تغلفها في إطار من الغموض وتظهرها كمصادفة خارقة للطبيعة.  شارك الروائي بيرسي وايت في كتابة القصة، وهي تُظهر تأثر كارتر في سرده بالقصص الخيالية التي يتناقلها العوام وارتباط مصر بالسحر. ونُشرت قصة "كناري الموت" بعد تسعة أشهر فقط من وفاة كارنرڤون، واعتبرت نسخة أخري صورت لحظة دخول كارتر وكارنرڤون المقبرة للمرة الأولي.

حينها تبددت كل الشكوك، وتأكدنا من مكافأتنا بانتصارٍ أثريٍ عظيم.

وفي تلك اللحظة التي بلغت فيها الاثارة والحماس ذروتهما، قدِم المرسال الينا بالخبر الحزين، حيث آتي لاهثاً ليخبرني عن ثعبان الكوبرا الذي اقتحم المنزل متوجهاً ألي الغرفة [تلك التي نجلس بها حالياً] مروراً بالممر، ليلتف حول أحد قوائم المنضدة التي وضع عليها قفص الطائر، وقام بقتل طائري.

وعندما بدأت في استيعاب ما حدث، أدركت دلالة هذه المصادفة الغريبة رغم الاثاره العارمة لتلك اللحظة التي رأينا فيها محتويات الغرفة السابقة لغرفة الدفن على ضوء الشموع، وكشف الضوء رأس تمثال الملك وعلي جبهته رمز الملكية والحماية –الكوبرا.

وقت استيقاظ رؤساء العمال كان مرعباً: حيث كانت صورة الحية التي انهت حياة الطائر مازالت أمام أعينهم!

[١.٩]

نُشر الاكتشاف رسمياً، إلا أنه تم تقديمه بمنظور اوروبي صرف. علي الصعيد الآخر سرعان ما اثار هذا الاكتشاف صدي قوي على المستوي المحلي. ولحسن الحظ أن مقتنيات المقبرة ظلت في موقعها الأصلي، وأصبح الملك توت عنخ آمون رمزًا للهوية الوطنية. كان الشاعر أحمد شوقي صديقاً للطبيب صالح بيه حمدي، الذي شارك في فحص مومياء الملك عام ١٩٢٥. وقد نظم شوقي العديد من القصائد الشعرية عن توت عنخ آمون، احتفالاً بتلك اللقى الأثرية التي أعادت عالم الملك للحياة ،وساعدت علي الربط ما بين الاكتشاف وإعادة بعث الملك مع تعزيز الهوية المصرية كأمة بدأت تلتمس طريق حريتها من طغيان الاستعمار:

" توت عنخ آمون سلطته إلى بنينا ردها":

أُبــُوَّتُنـا وَأَعـظَمُـهـُـم تُـراثٌ      نُحاذِرُ أَن يَــؤولَ لِآخَــريـنا

وَنَأبى أَن يَـحُـلَّ عَلَيهِ ضَــيمٌ      وَيَذهَـــبَ نَهـبـَـةً لِلنـاهِــبينا 

زَمانُ الفَردِ يا فـِرعَـونُ وَلّى      وَدالَت دَولـَةُ المُتَـجَـــبِّرينا 

وَأَصبَحَتِ الرُعاةُ بِـكُلِّ أَرضٍ     عَلى حُكمِ الرَعِيَّةـِ نازِلينـا 

وَبــِكُـــلِّ رُكــــنٍ صــــورَةٌ      وَبـِكُـلِّ زاوِيَـــةٍ رَقــــــــــين

وَتـَرى الدُمـى فَتَخـالُـها اِنْـ      ـتَـثـَرَت عَلــى جـَنـَبـاتِ زُون

صُــــوَرٌ تـُريـكَ تَـحَـــرُّكـاً      وَالأَصلُ في الصُوَرِ السُـكون

وَيَمــــُرُّ رائِـعُ صَـمْـتِهـــــا      بِالحِـــسِّ كَـالنُـطـقِ المُــبـيـن

صَـحـِبَ الزَمـانَ دِهـانُـهــا      حـيـنـاً عَـهـيـداً بَـعــدَ حـــيـن

غَـضٌّ عَـلـى طــولِ البـِلَـى      حَــيٌّ عَلـى طــولِ المـــَنـون

خَـدَعَ الـعُـيـونَ وَلَـم يـــَزَل      حَـتّـى تَـحَــدّى اللامِـســــيـن

وَكَـــأَنَّ دَولَـــةَ آلِ شَـــــمـ      ـسٍ عَــن شِــمـالِـكَ وَاليـَمـين